للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أيها المسلم والمسلمة اتقوا الله فيما تعملون وما تدعون، وراقبوه في حركاتكم وسكناتكم واعلموا أن طريقكم إلى التوبة من الغيبة هو طريقكم في التوبة من بقية المعاصي: الإقلاع عن المعصية، والندم على فعلها، والعزم على عدم العودة، ولكن تزيد الغيبة شرطًا رابعًا، وهو التحلل ممن اغتبته فذلك من حقوق الآدميين التي لابد من إستحلالهم عنها، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو مال، فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم، فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له عمل أخذ من سيئات صاحبه فجعلت عليه» (١).

أما صاحب الحق فيستحب له الصفح عن أخيه إذا جاءه معتذرًا فذلك من كرم المؤمن وطيب خلقه، ودخوله في زمرة المحسنين، الذين أثنى الله عليهم بقوله {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} (٢).

والرسول صلى الله عليه وسلم أثنى على الرجل الذي كان يصفح عن إخوانه المسلمين فقال: «أيعجز أحدكم أن يكون مثل أبى ضيعم أو أبي ضمضم، كان إذا أصبح، وفي رواية إذا خرج من بيته- قال: اللهم إني قد تصدقت بعرضي على عبادك- أو على الناس-» (٣).

أيها المسلمون .. وإذا كانت الغيبة هي الغالبة في أحاديث الناس، فإن النميمة لا تقل خطرًا، بل هي أشد إذ هي نقل كلام الناس بعضهم إلى بعض على وجه الإفساد (٤).


(١) حديث صحيح رواه أحمد والبخاري، صحيح الجامع ٥/ ٣٤٩.
(٢) سورة آل عمران، الآية: ١٣٤.
(٣) حديث رواه أبو داود في سننه وغيره وصححه الألباني، صحيح سنن أبي داود ٣/ ٩٢٤، انظر النووي في الأذكار/ ٢٩٨.
(٤) النووي في الأذكار/ ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>