هذا أن ألصقت التهمُ بالعرب والمسلمين الذين يرفضون سياسات الغرب وحلفائهم في المنطقة العربية والعالم الإسلامي، ويكشفون الخبث والعداء أن السافر فيها ولهذا سحب اليهود والنصارى وأشياعهم مصطلحات: الإرهاب، والتطرف، والأصولية، ونحوها، على أبناء الأمة العربية الإسلامية، وهي في أصولها الحديثة مصطلحات نابعة من بيئاتهم ولها وجودٌ وأثرٌ في حياتهم وبين شعوبهم، والهدف من تحوير المصطلحات وتحبيرها تشويه صورة المنتمين للإسلام من جانب، وسَتْرِ سوآت الكفار وتطرفهم من جانب آخر.
أخوة الإسلام تعالوا بنا لنوى نوعًا من الممارسات والسياسات للدول ذات النفوذ في المنطقة، ونسأل أذلك من الإرهاب أم لا؟ فماذا يُقال عن قتل الأبرياء في مسجد الخليل، وتبييتهم وهم ركعٌ سجدٌ لله والعمل الإجرامي المتمثل بالمحاولة الصهيونية في حرق المسجد الأقصى؟ (١) وماذا يُقال عن تطويق الإسلام ومحاصرة المسلمين وإعلان الحرب عليهم في كل من البوسنة والهرسك والشيشان، وكوسوفو؟ أليس من الإرهاب مشاركة الغرب في عزل الإسلام عن الحياة في تركيا، وتنحية الحزب الإسلامي عن الحكم حتى ولو جاء بإرادة الشعب واختياره؟ .
يرى المراقبون أن لأمريكا دورًا في تأزيم العلاقات بين الهند وباكستان، وبين حركة طالبان وإيران ودول آسيا الوسطى وإذا حكم العقلاء- أن هذا- ومثله كثير- نوعٌ من الإرهاب العقدي والسياسي، فثمة إرهاب فكري يُصدِّره الغرب وفي مقدمته أمريكا، ومؤتمر المرأة في بكين نموذج صارخ لهذا الإرهاب الذي يتجاهل فيه المخططون للمؤتمر تعاليم السماء عامة فضلًا عن الاعتداء والسخرية