للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجل لقد تنادى قومٌ مشركون بنقض الصحيفة الآثمة الظالمة وكانت ترد بين الفينة والأخرى الإبل محملة بالأرزاق من المحسنين إلى حيث يُحصر المسلمون، فأُنهي الحصار، وأنزلت الصحيفة، وانتصر الحق، وخسر المبطلون في هذا اللون من الحصار على المسلمين، وكذلك يُروق صاحب التقوى من حيث لم يحتسب {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ} (١).

وكذلك تفلس وسيلة الحصار في الرزق التي عمدت إليها قريش في شعب أبي طالب، قبل ما يزيد على ألفٍ وأربعمائة سنة، وفي ذلك درسٌ وعبرة.

ألا فلنتق الله جميعًا في طلب أرزاقنا «اتقوا الله وأجملوا في الطلب» ولنثق بما عند الله لنا {وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (٢)، ولنشكر الرازق على ما حباها {كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ} (٣)، ولنثق بالخلف بعد الإنفاق {وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} (٤).

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} (٥).

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وسنة نبيه، أقول ما تسمعون واستغفروا الله.


(١) سورة الطلاق، الآيتان: ٢، ٣.
(٢) سورة طه، آية: ١٣١.
(٣) سورة سبأ، آية: ١٥.
(٤) سورة سبأ، آية: ٣٩.
(٥) سورة طه، آية: ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>