للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} وهل من التقوى في شيء النوم عن الصلاة المفروضة، أو الزهد في صلاة الجماعة؟ !

ثالثًا: هذه رسالة أوجهها للصائمين عمومًا وللشباب خصوصًا لاستثمار أوقاتهم وحفظ صيامهم ولاسيما في هذه الإجازة وهي نعمة وفضل لمن أحسَّ بقيمتها وسابق إلى الخيرات فيها وأولى ما ينبغي أن تتجه إليه الهمم تلاوة كتاب الله وحفظه وتدبره، وليحمد الله أولئك الشباب الذين توفر لهم الوقت، والمطعم والمشرب، والصحة والأمن ما لم يتوفر مثله لآبائهم من قبل، وما قد لا يتوفر لأمثالهم في بلاد أخرى من بلاد المسلمين! !

أخي الشاب أتراه يليق بك أن تُصفد مردة الشياطين في رمضان، وتظلَّ أنت تؤذي المسلمين وهم يصلون أو وهم نائمون.

وإذا شملت هذه الإجازة المعلمين، فليسأل المربون أنفسهم عن كيفية استثمار أوقاتهم، وإذا كانوا قادرين على توجيه غيرهم فلا أظنه يعجزهم أن يوجهوا أنفسهم، ولكنها مجردُ تذكيرٍ لهم بقيمة الوقت وفضل الزمن.

على أن استثمار الوقت في رمضان أو غيره شامل للموظفين ورجالات الأعمال .. وكلٌّ بحسب همته، بل ربما رأيت أميًا أحرص على وقته من متعلم وربما أبصرت جاهلًا أكثر خشية لله وتقربًا من عالم، وهذا وإن كان خلاف ما ينبغي أن يكون عليه العالمُ والمتعلمُ ففضل الله يؤتيه من يشاء، ورحمته ليست حكرًا على أحدٍ من خلقه، ومن علم شيئًا من أمور الدين على حقيقته، وعمل به وفق ما شرع الله ورسوله، فهو المسلمُ الموفقُ حقًا أيًا كان تعلمه، ومهما كانت منزلته.

رابعًا: معاشر المسلمين يُفرط بعض الصائمين بأمرٍ عظيم وهو في حقيقته يسير على من وفقه الله، ألا وهو الدعاء، ولاسيما في ساعات الاستجابة، وهل

<<  <  ج: ص:  >  >>