للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علمت أيها الصائم أن لك دعوة مستجابة، فقد روى الإمام أحمدُ بسندٍ جيدٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لكل مسلمٍ دعوةٌ مستجابة يدعو بها في رمضان» وقد جاء في عدة أحاديث أن هذه الدعوة عند الإفطار (١)، فلا يفوتنا هذا المغنم أيها الصائم واسأل الله فيه من خيري الدنيا والآخرة ولا تنس والديك وذريتك والمسلمين- لا سيما المستضعفين- بدعوة في ظاهر الغيب فقد تبلغ الدعوة الصادقة مبلغها وإن لم يحتسْبها كذلك الداعي بها! !

خامسًا: وللمرأة المسلمة يُوجه النداء بالحفاظ على الصيام من اللغو وقول الزور والعمل به، وصيانة نفسها في بيتها وعدم التعرض لفتنة الرجال في الأسواق فإن قُدر لها الخروج للمسجد فليكن بآداب الإسلام، وهي حَرِيَّةٌ بالحفاظ على وقتها والإكثار من الذكر والتلاوة وسائر الطاعات .. بل وفي خدمة زوجها وأبنائها فهي مأجورة مع حسن القصد بكل حال، وتتضاعف الحسنات في رمضان، والناصحُ لها بقول إياك أختاه بإضاعة الوقت في كثرة ما يُطبخُ فيستهلك وقتك وتكونين سببًا في التخمة والإسراف لأهل البيت، وهذا ينافي الحكمة من الصيام الواردة في قوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} قال القرطبي رحمه الله قيل: معناه: «تضعفون فإنه كلما قلَّ الأكلُ ضعفتِ الشهوة وكلما ضعفت الشهوة قلَّت المعاصي، وهذا وجهٌ مجازيٌ حسن ثم ذكر معاني أخرى» (٢).

اللهم ارزقنا التقوى، واسلك بنا سبل الهدى، وجنبنا الشرور والأذى .. هذا وصلوا.


(١) دروس رمضان ٢٢.
(٢) تفسير القرطبي ٢/ ٢٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>