للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} (١).

إخوة الإيمان يطيب الحديثُ عن القرآن في كل وقتٍ وآن، فكيف إذا كان الحديث عن القرآن في شهر القرآن؟ {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} (٢).

قال المفسرون: يمدح تعالى شهرَ الصيامِ من بين سائر الشهور بأنِ اختاره من بينهنَّ لإنزال القرآن العظيم، وكما اختصه بذلك فقد ورد الحديثُ بأنه الشهرُ الذي كانت الكتبُ الإلهيةُ تنزل فيه على الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام- فقد روى الإمام أحمدُ بسنده عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أُنزلت صحفُ إبراهيم في أول ليلةٍ من رمضان، وأُنزلت التوراةُ لستٍ مضين من رمضان، والإنجيلُ لثلاث من رمضان، وأنزل الله القرآن لأربع وعشرين خلت من رمضان» كما رُوي أن الزبورَ أنزل لثنتي عشرة خلت من رمضان، والإنجيل لثماني عشرة والباقي كما تقدم (٣).

أيها المسلمون كذلك أنزلُ القرآنُ جملةً واحدةً من اللوح المحفوظِ إلى بيت العزة من السماء الدنيا في رمضان وفي ليلة القدر منه، كما قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.

أما تنزيلهُ على محمد صلى الله عليه وسلم فكان في رمضان وغيرِ رمضان، وعلى ما يزيدُ على عشرين عامًا، وكان الله فيه يُحدث لنبيه صلى الله عليه وسلم ما يشاء ولا يجيء المشركون بمثل


(١) سورة الأحزاب، الايتان: ٧٠، ٧١.
(٢) سورة البقرة، آية: ١٨٥.
(٣) تفسير ابن كثير ١/ ٣٣٦، ٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>