للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية عند النسائي: «كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم دعواتٌ لا يَدَعَهُن، كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل .. » الحديث (١).

يا أخا الإسلام وهاك دعاءً آخر خاصًا بإذهاب الهمِّ والحزن، قال عليه الصلاة والسلام: «ما أصاب عبدً همٌّ ولا حزن فقال: اللهم إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمتِك، ناصيتي بيدك، ماض فيَّ حكمك، عدلٌ فيَّ قضاؤك، أسألكُ اللهم بكل اسمٍ هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله حزنَه وهمَّه، وأبدله مكانه فرحًا» (٢).

أفيعجزك يا أخا الإسلام إذا نزل بك همٌ أو حزن لذاتِ نفسك أو لقضايا المسلمين من حولك أن ترفع يديك إلى السماء، وتدعو دعاءَ المضطر، الواثقِ بالإجابة، وبهذه الأدعية وسواها .. ؟

وخلاصةُ القولِ فلا تشغلْك همومُ الدنيا عن السير إلى الله والاهتمامِ بمنازل الآخرة، ولا يقعد بك الحزنُ علىَ مصائب المسلمين عن العمل والدعوةِ لدين الله، وكن بالله عارفًا، وعليه متوكلًا، وبنصره وتفريجه للكربات واثقًا .. فإن مع العسير يسرًا، إن مع العسر يسرًا، ولن يغلب عسرٌ يسرين.

اللهم اهدنا ووفقنا لليسرى، اللهم جنبنا العسرى، اللهم اكفنا ما أهمنا، وعظم أجورنا، وارزقنا الصبرَ والاحتساب على ما أصابنا هذا وصلوا ..


(١) المصدر السابق ٤/ ٣٥٢.
(٢) رواه أحمد وغيره، وحسنه الحافظ. الدعاء من الكتاب والسنة، سعيد القحطاني ص ٤، ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>