فإذا كانت تلك شهادة القرآن، وشهادة الواقع التاريخي على اليهود، فإن من الجهل والبلاهة والحمق الثقة بأيّ معاهدة يبرمها اليهود، وبأي اتفاق يتم مع اليهود.
إخوة العقيدة والإيمان يأبى الله إلا أن ينتقم من هذه الطغمة الفاسدة في الحياة الدنيا وقبل أن يقوم الأشهاد، وذلك بتسليط شعوب الأرض وأممها على اليهود، كلما اشتد فسادهم في الأرض، تحقيقًا لقوله {وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب .. }(١).
وذلك معلم ثالث من معالم تاريخهم وذلك راجع- والله أعلم- إلى فسادهم، وإلى علوهم واستكبارهم، وتحريف كتبهم، وحقدهم وعدائهم، فليس لهم صديق دائم، بل المصلحة والمنفعة الذاتية هي التي تخلق لهم الأصدقاء أو تجلب لهم العداوة والبغضاء، ولذلك فما من شعب جاوره اليهود إلا ويبغضهم ويحاول التخلص منهم، وإليكم هذه النماذج من شهادات التاريخ.
ففي سنة ١٢٩٠ للميلاد قضى الإنجليز على اليهود جميعًا بالنفي وتبعهم في ذلك الفرنسيون وفي عامي ١٣٤٨، ١٣٤٩ م انتشر الموت الأسود في أوربا، واتهم اليهود بأنهم سمموا الآبار ومجاري المياه، فاشتدت حملة القتل والتنكيل والتشريد بهم، بالرغم من محاولة البابا «كليمنس السادس» الدفاع عنهم ولكن دون جدوى.
وفي ١٤٩٣ م أصدر فرديناند وإيزابيلا بأسبانيا مرسومها الرهيب بالفتك باليهود والمسلمين فهام اليهود على وجوههم، ولم يجدوا ملاذًا آمنًا إلا بلاد المسلمين.