للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنة ١٨٨١ م كانت أعمدة الدخان تتصاعد حول بحر البلطيق إلى البحر الأسود حيث كانت عمليات حرق اليهود وبيوتهم وكتبهم مستمرة وحددت لهم روسيا مناطق لا يخرجون منها وألزمتهم الخدمة العسكرية خمسة عشر عامًا).

إخوة الإسلام إذا كان النصارى والعلمانيون، والأوربيون والأمريكان أقرب الشعوب إلى اليهود فاسمعوا وجهة نظرهم فيهم، يقول «باكس» وهو أحد النصارى ( .. وكان في ذاكرة عامة أوربا أن اليهود يمتصون جهود البلاد الاقتصادية، ويمثلون الطرف الخبيث الخطر الذي يسعى أبد الدهر لتحطيم المسيحية).

وفي أمريكا ألقى الرئيس الأمريكي الأسبق «بنيامين فرانكلين» أول خطاب في الاجتماع التأسيسي للولايات المتحدة بعد استقلالها عام ١٧٧٩ م قال فيه: (إن هؤلاء اليهود هم أبالسة الجحيم، وخفافيش الليل، ومصاصو دماء الشعوب. أيها السادة: اطردوا هذه الطغمة الفاجرة من بلادنا قبل فوات الأوان، ضمانًا لمصلحة الأمة وأجيالها القادمة، وإلا فإنكم سترون بعد قرن واحد أنهم أخطر مما تفكرون، وثقوا أنهم لن يرحموا أحفادنا، بل سيجلعونهم عبيدًا في خدمتهم .. إلى أن يقول: أيها السادة: ثقوا أنكم إذا لم تتخذوا هذا القرار فورًا، فإن الأجيال الأمريكية القادمة ستلاحقكم بلعناتها وهي تئن تحت أقدام اليهود .. ) (١).

إخوة الإيمان، إذا كان هذا حكم القرآن فيهم، وتلك وجهات نظر أقرب الناس إليهم، فكم هو مؤلم ومؤسف أن تختل هذه النظرة عند بعض المنتسبين للإسلام، وينسوا أو يتناسوا هذا التأريخ البعيد والقريب لليهود فيطمعوا في صلح دائم معهم ويثقوا بعهودهم والله المستعان.


(١) انظر د. مصطفى مسلم، معالم قرآنية في الصراع مع اليهود/ ٢٠٥، ٢٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>