للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَظْهَرُونَ (٣٣) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ (٣٤) وَزُخْرُفًا وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ} (١).

وحذار يا أخا الإسلام أن تغرك سعادةُ لحظة عن السعادةِ الأبدية، أو تُفتنَ بلذةٍ عاجلةٍ ندامةٌ آجلة، احذر أن تكونَ في حضيض طبعِك محبوسًا وقلبُك عما خُلق له مصدودًا منكوسًا، حذار أن ترعى مع الهملِ، أو تستطيبَ لقيعان الراحةِ والبطالةِ، وتستلين فراشَ العجزِ والكسل، فتبصرَ حين تبصر وإذا بجيادِ الآخرين قد استقرت في منازلها العالية وأنت دون ذلك بمراحل وتود الرجعة لتعوِّض ما فات ولكن هيهات.

يا أخا الإيمان كيف ترجو السعادة وتأمل النجاة ولم تسلكْ مسالكها، وهل رأيت سفينةً تجري على اليبسِ؟

حاسب نفسَك على الصلاة ولا تأمل السعادة وأنت ساهٍ مضيعٌ لها والله يقول: «فويلٌ للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون».

ولقد أخطأت الفهمَ حين قَدَّرت أن سماعَ الغناءِ المحرم وسيلةٌ للسعادة والأنسِ في هذه الحياة، وفي ذلك ضلالٌ عن طريق الهدى والله يقول: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (٢).

وكيف ترجو السعادةَ إن كنتَ من أهل الكسب الحرام، وإن خُيل لك ذلك وأنت تتعاطى الرِّبا مثلًا فاقرأ قوله تعالى «يمحق الله الربا .. ».

وليست عقوبةُ الآخرةِ أقلَّ من الدنيا {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا


(١) سورة الزخرف، الآيات: ٣٣ - ٣٥.
(٢) سورة لقمان، آية: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>