- وتقول الدكتورة بنتُ الشاطئ (عائشة عبد الرحمن) عن قضية المرأة:
إننا لم نكن في حاجةٍ إلى فهم هذه القضية ومثلها كما نحن الآن، إذ يعوز المرأة لكي تعرف حقيقة مكانها في عالم اليوم، وتميز دورها فيه- أن تستكمل وعيها لذاتها، وأن تفهم مقومات وجودها، وجوهر شخصيتها ومحالٌ أن يتحقق شيءٌ من ذلك إذا بُترنا من ماضٍ لنا بعيد طويل، وجهلنا ما تأصل في أعماقنا من تراثٍ لنا، فكري وروحي ومادي- ظل يتناقل جيلًا بعد جيل وخلفًا بعد سلف متغلغلًا في كياننا، متحكمًا في سلوكنا الفردي والجماعي، موجهًا أساليب تناولنا للحياة، وفهمنا لها، وسيرنا فيها ..
إلى أن تقول: أجل لقد سمع اللهُ شكوى شاكيةٍ منا وغضب سبحانه لواحدة أخرى أفتري عليها ظلمًا وبهتانًا، فجعل براءتها آيةً تتلى وقرآنًا يتعبد به من يؤمن بالله واليوم الآخر ... إلى أن تقول:
ولو لم يصنع الإسلام غير هذا لكان حسبنا نحن المسلمات، ولو لم يكن لنا من القرآن الكريم سوى هذه الآيات من سورة المجادلة والنور لرضينا بها حظًا ونصيبًا .. أي صنيع يمكن للإنسانية الكريمة أن تطمع فيه للأنثى أسمى من صون حصانتها، وحماية سمعتها من أراجيف المبطلين.
وبعد عرضها لنماذج من حقوق النساء في الإسلام عادت لترد على المغرضين المتشبثين بقضايا زعموا أن فيها إجحافًا بحق المرأة.
وتقول: «أفأحتاج بعد هذا إلى إطالةِ الوقوفِ عند الذين زعموه مجحفًا بنا من إباحة تعددِ الزوجات، والطلاق، واحتساب نصيب الأنثيين في الميراث كنصيب الذكر الواحد، وشهادة الأنثيين مكان شهادة الرجل؟
كلا فحكمة الإسلام في كل مسألة من هذه المسائل تبدو واضحة لا يجحدها إلا جاهلٌ أو مكابرٌ، تعدد الزوجات تقضي به أحيانًا ضرورةٌ قاهرة ويضبطه الإسلام بحدود ماديةٍ وأدبية