أيها الإخوة المؤمنون .. أيتها الأخواتُ المؤمنات، قد آن الأوان للحديث عن وضع المرأة في ظل الحضارة المادية المعاصرة، بعد سبق الحديث عن وضع المرأة وكرامتها وصون حقوقها في الإسلام، وسبق الحديث كذلك عن وضع المرأة وقيمتها في ظل الجاهليات القديمة في شرق الأرض ومغربها ولست أدري من أين أبدأ حديثي عن المرأة في ظل الحضارة المادية المعاصرة أبدأه من صيحات أساتذة الجامعات؟ أم من تحذير الكاتبات الشهيرات؟ أم يكون الحديث دراسة واعية للأرقام المذهلة والإحصاءات ونتائج الدراسات؟
أم يكونُ جلاءً لانتكاسة دور السينما وانتحار أشتهر الممثلات أم يكون حديثًا عن بداية الضياع ورصيد خط الانحراف. أم يكون تشخيصًا للأسباب، ورصدًا للنتائج، وتوصيفًا للعلاج؟
ولئن لم يفِ الحديث بهذه أو تلك فمرد ذلك أن الخُطبة ليست للإسهاب والتفصيل بقدر ما هي للإشارة والتذكير، وهذا يعني أن وراء القليل المذكور الكثيرُ الذي لم يتسع المقام لذكره.
وخلاصة القول أن المرأة في ظل هذه الحضارة المادية المعاصرة بدأت تشعر بحجم قضيتها، وفداحة وضعها، وخداع الرجال لها.
لقد قيل لها- زورًا وبهتانًا- أنت إنسانة حرة يجب أن تتمتعي بحريتك وتهتمى بجمالك وتختلطي بالرجال في صداقات بريئة حتى لا تتعقدي ولا تكوني فريسة للأمراض النفسية والانهيارات العصبية فلما مشت في هذا الطريق عشرات السنين اكتشفت أخيرًا الفرية الكبرى والفضيحة العظمى من مراكز القيادة، واكتشفت أن حريتها لم تكن إلا لتصبح متعةً للرجل ومستقرًا لشهوته، إذ هو يخادعها في الخلوات، ويجلس معها في البارات، يراقصها في الحلبات، ويسبح معها على شواطئ الأنهار والبحار .. كل ذلك دون أن يرتبط معها