للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمسؤولية الحياة الزوجية والسكون العائلي.

لقد اكتشفت المرأة بعد التجارب المريرة أنها غدت وردةً ذابلة تدوسها المادة ولا يشعر بمأساتها أحد؟

أجل لقد انهارت سعادتها البيتية، وضاعت أمومتها الحانية، وفقدت كيانها وإرادتها وشخصيتها، وغدت حامل الطفل اللقيط تبحث في شرق البلاد وغربها عن مستشفيات الوضع، تمزقها المأساة وتحمل مع آلام الحمل ظلم الرجال على كتفها ويزيد من لوعتها وحسرتها تأوهاتُ الطفل كلما صرخ: ماما أين أبي؟ لماذا ليس لي أبٌ كسائر الأطفال؟ (١).

إخوة الإسلام إنها الصورة الحقيقية- باختصار- للمرأة في ظل ظلم وجور هذه الحضارة العصرية المزعومة للمرأة؟ هذا الظلم والجور للمرأة لم يعد سرًا، بل أزعج المنظمات والهيئات الدولية فقد بدأت لجنةُ حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تشعر بهذا الانحراف الخطير فنشرت قبل ما يزيد على عشرين عامًا مشروع قانون جديد على الدول الأعضاء لإزالة التمييز ضد النساء بمناسبة عام المرأة العالمي عام خمسة وسبعين وتسعمائة وألف للميلاد (١٩٧٥ م) ومما جاء فيه أن أي مشروع يوضع لتنظيم قضايا المرأة في العالم ويحدد علاقتها بالرجل يجب أن يراعي الواجب الأساسي للمرأة في الحياة الاجتماعية، وهو الأمومة وتربية الأطفال، وتهيئة الجو المناسب لإنشاء البيت السعيد» (٢).

مع ما في هذه التوصية من تخفيف لآلام المرأة وتقدير لمنزلتها قد جاء مؤتمر المرأة الأخير في بكين ليقضي على هذا الحلم للمرأة ولذلك حين يتخبط البشر


(١) المرأة في ظل الحضارة الغربية د. محسن عبد الحميد ٣، ٤.
(٢) السابق: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>