عشية أو ضحاها، وإنما كان هذا نتيجة تخطيط ماكرٍ مسبق استخدمت فيه الألفاظ البراقة الخادعة من جهة، وروجت له وسائل الإعلام وقنواتها المختلفة من جهة المرأة، ومع هذا الضجيج والخداع فقد اكتشفت المرأة أخيرًا اللعبة ولكن أنى لها الرجوع وقد أدخلت في النفق المظلم ولا تعلم طريق الخروج، فالاختلاط مثلًا عاد عليها بالويل والثبور وعرض أجسادهن لنهش الذئاب وفتك السباع، والحرية المزعومة لم تكن إلا غطاءً لخروجها دون حسيب أو رقيب وكان سببًا لتقويض بيت الزوجية الهانئة، ومعولًا لمشاعر الأم الحنونة، وسيفًا مصلتًا على العفة والكرامة والحياء أما المساواة فليس لها من المصطلح إلا رنينُ العبارة وجمال التسمية، وكيف تتاح المساواة مع الرجل في بيئات تشتد المنافسة في العمل بين جنس الرجال وأنى لهن أن يتحملن منافسة الجنس الآخر، والعطالة على أشدها، والانهيار الاقتصادي شبحٌ مخيفٌ!
ثانيًا: هذه الموجةُ الغازيةُ وهذا الفساد المستشري لم يقف عند حدود البلاد الكافرة ولو كان كذلك لهان الخطبُ وقيل هذه أمةٌ لا تهتدي بهدي الله ولا تظللها شريعة السماء، والمرأة هناك لا تستند على حقوق معتبرة كتلك التي ضمنتها الشريعة الإسلامية للمرأة المسلمة .. ولكن المصيبة أن يصل الخداع إلى المرأة المسلمة، فتنزع حجابها، وتختلط بالرجال، وتطالب بالحرية والمساواة وتحشر نفسها في النفق المظلم الذي دخلته المرأة الكافرة وهي الآن تصرخ باحثة عن المخرج، إنه عارٌ على المرأة المسلمة أن تستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير وإذا كان للمرأة الكافرة ما يفسر مطالبتها دون تبرير، فأي تفسير لانتهاك القيم ونزع الحياء والجلباب من المرأة المسلمة .. إن المرأة المسلمة أهلٌ للقيادة والريادة فكيف ترضى أن تُقاد، وكيف يسهل عليها أن تكون في مؤخرة القافلة، بدل أن تتصدرها؟