ثالثًا: ينبغي أن يُعلم أن خط الانحراف في إفساد المرأة عمومًا والمرأة المسلمة خصوصًا لا يأتي جملة واحدة. ولا يُعلن المنفذون عن أهدافهم الحقيقية ببساطة، فالتدرجُ أسلوبٌ متبع والتذرعُ بالنصح للمرأة والمدافعة عن حقوقها بات وسيلة مكشوفة للمرأة قبل الرجل، فالحجاب مثلًا لا ينزع في البداية جملة، وإنما يكتفى بكشف الوجه ثم يتدرج إلى كشف شيء من الشعر ثم الذراعين، ثم الصدر وهكذا حتى يصل المخطط نهايته، والاختلاط لا ينبغي أن يصدم به المجتمع في الجامعات أو حتى في الثانويات والمتوسطات، على حد تعبير هؤلاء وإنما يطرح الاختلاط في الصفوف الأولى الابتدائية لتستمرأه النفوس وتخف النفرة من كلمة الاختلاط، فينتقل بعد حين إلى مرحلة أخرى وهكذا حتى يبلغ المخطط نهايته.
ومنافسة المرأة للرجل في الوظيفة ومشاركته في العمل تبدأ بافتتاح مجالات واسعةٍ لتعليم الفتاة في غير مجالها الذي يناسبها، ثم بعد ذلك حثها وحث وليها على المطالبة بتوظيفها، فتوفر وظائف كثيرة للنساء، حتى إذا امتلأت الأماكن الخاصة بالنساء، وبقيت طوابيرًا أخرى من النساء كانت الخطوة الجريئة بعد ذلك، بتوظيف المرأة بوظائف خاصة بالرجال والرجلُ أحوج ما يكون إليها، وربما كانت مع الرجل في مكتب واحد أو بينهما حجابٌ خفيف في البداية سرعان ما يخترق وتزال الحجب .. فتنبهوا معاشر المسلمين والمسلمات للخطر واستفيدوا من حصاد تجربة الآخرين والسعيد من وعظ بغيره.
رابعًا: أيتها المرأة المسلمة حذار أن يخدعك المنافقون، أو يؤثر فيك أصوات المأفونين، ولن تجدي أصدق من كتاب الله خطابًا إليك، ولا أرحم من شريعة الله بك، وليسعك ما وسع الأمهات الطيبات الطاهرات، ونساءُ المؤمنين الخيرات {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن