للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أممًا، وقصم جبارين ما رعوها حق رعايتها، إنها عبودية السراء، قرنها الله بذكره فقال: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ} (١).

أيها المسلمون ما أعظم الخطب حين يقول الله عن الشكر: {وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (٢) وحين يقول: {وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ} (٣). ويتعاظم الأمر حين تستمع آثار الشكر وعاقبة كفر النعم {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (٤).

ترى من هم الفئة القليلة الشاكرة، وما معني الشكر وحقيقته، وما هي آثار الشكر، وعواقب الجحود، وهل من صور ونماذج للشكر والشاكرين، - وأخرى للجاحدين والمتكبرين .. وأمور أخرى سآتي على ذكرها في باب الشكر .. تذكيرًا بأنعم الله علينا، ودعوة للشكر لما أولانا، واستنقاذًا لأنفسنا من هلكة الجحود والبطر وإن لم نقلها بألسنتنا لكن واقع حالنا يشهد بها علينا.

إخوة الإيمان ولعظيم قدر الشكر قرنه الله بالإيمان وجعله سببًا مانعًا من عذابه فقال: {مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ} (٥).

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: «الشكر نصف الإيمان» (٦).

وقال الشعبي: الشكر نصفُ الإيمان، واليقين الإيمان كله» (٧).


(١) سورة البقرة، الآية: ١٥٢.
(٢) سورة سبأ، آية: ١٣.
(٣) سورة السجدة، آية: ٩.
(٤) سورة إبراهيم، آية: ٧.
(٥) سورة النساء، آية: ١٤٧.
(٦) الإحياء للغزالي ٣٢٢٠٣.
(٧) ابن القيم: عدة الصابرين ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>