الرجال همتهم في الجهاد ونكاية الأعداء، دون أن تتجاوز أنوثتها أو تتنازل عن شيءٍ من حشمتها وعفافها، فهي لم تشترك إلا حين فرغ الناسُ من القتال وانحازت الصفوف وبقي من يحتاج إلى المساعدة من المسلمين فيُسقى، ومن به رمقٌ من المشركين ولا يستطيع الحراك فينهى.
وقبل الإقدام على هذه الخطوة تُشدُّ الثياب فلا يبين منها عورة، ولا يطمعُ الذي في قلبه مرضٌ بنظرة أو شهوة وتترفع الحرائرُ العفيفات عن كشف عورات الرجال، وتترك للصبيان مهمة الاستلاب وأخذ ما مع الأعداء من عدة أو سلاح.
ألا ما أروع الصورة، وأنظف المسؤولية، ودقة الأداء مع كمال الحشمة والحياء ..
أين هذا من نساء يلهثن وراء الدعوة للاختلاط، ورجالٍ يرون الحشمة والحجاب مظهرًا من مظاهر التخلف وعهود الظلام؟ الفرق كبيرُ بين نساءٍ يساهمن في نشر الإسلام والتمكين لحضارة المسلمين والقضاء على الظلم والجهل والاستعباد وبين نساءٍ أو رجالٍ يتمنطقون بالعلمنة والتغريب ويريدون لأمتهم أن تكون ذيلًا في ركب الأمم التائهة في بيداء الظلام ويريدون لنسائهم أن يكن رقمًا ملحقًا بالغانيات الراقصات المائلات المميلات، وعلى الأقل يَكنَّ من النساء المترجلات فلا حشمة ولا حياء ولا عُزلة عن الرجال الأجانب يدفع الفتن والشرور ولا قرار في البيوت يتيح للمرأة إيجاد المحاضن المسلمة، إنه السُعار المحموم والتقليد الأبله وإفساد المرأة باسم المطالبة بحقوقها، وإذابة القيم باسم التقدم والحرية وليس يخفى فحيح الأفاعي على أولي الأحلام والنهى، ومن فضل الله علينا أن نساءَ هذه البلاد تربت وستظل بإذن الله على الحشمة والحياء رافضة موجات التقليد، ودعوات الاختلاط والسفور والناسُ