للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السماوات والأرض وما فيهن لجعل له مخرجًا وكفاه ونصره (١).

يا أخا الإسلام، إذا انفتح عليك بابٌ للتطير والتشاؤم وأوغر الشيطان صدرك بالقلق والوساوس، فافتح على نفسك باب التوكل على الله ثقةً بما عنده، ورضًا بما يقسمه، واعتمادًا عليه في تفريج الكربات ومن توكل على الله كفاه.

٢ - العلم بأن كل شيء يسير بقدر الله، قال الله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} (٢)، وقال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (٣). ومن حكم ذلك حتى لا يشتد فرح الإنسان لما آتاه الله فقد يكون فيه حتفه، ولا تذهب نفسه حسرات على ما فاته، فقد يكون فيه نجاته وهنا تنقطع مادة التطير ويحس المسلمُ بالطمأنينة والرضا، يقول عليه الصلاة والسلام: «كلُّ شيء بقدر حتى العَجْزُ والكَيْسُ» والمعنى أن كل شيء بتقدير الله في الأزل ولابد أن يقع ما قدره الله، والمرادُ بالعَجْزِ: التقصير فيما يجب فعله بالتسويف، وهو عامٌ في أمور الدنيا والدين (٤).

والكيس: هو النشاط والحذق، أو كمال العقل وشدة معرفة الأمور أو تمييز ما فيه الضر والنفع (٥). وهذا الشعور بتقدير الله الأزلي لما يحدث في هذا الكون ينبغي أن يشعره بالرضا واليقين وأن يدفع عنه الطيرة والتشاؤم، دون أن


(١) المصدر السابق ص ٤٤٢، ٤٤٣.
(٢) سورة القمر، آية: ٤٩.
(٣) سورة الحديد، آية: ٢٢.
(٤) النهاية ص ٣/ ١٨٦.
(٥) الطيرة والفأل؟ الحاكم ص ٨٣ والسنة إلى فيض القدير ٤/ ٢٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>