للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقعدَ به عن فعل الأسباب المأمور بها شرعًا، فالعلم والتوكل شيء، والجهل والتواكل شيء آخر فليعلم.

٣ - ومما يعين على دفع التطير- بإذن الله- أن يدافع ما يجدُ في نفسه من تطير أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «الطيرة شرك، الطيرة شرك، والطيرة شرك، وما منا إلا، ولكن يذهبه الله بالتوكل» (١)، والمعنى: وما منا إلا ويعتريه التطير، ولكن من وقع له ذلك وسلَّم لله، ولم يعبأ بالطيرة. فلا يؤاخذ بما عرض له (٢).

وعلى المسلم في سبيل علاج التطير ألا يتابع هذه الخطرات، ولا يستسلم للوساوس وألا تصده عما همَّ به، فقد جاء في صحيح مسلم عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال: قلتُ يا رسوله: كنا نتطير، قال: ذاك شيءٌ يجده أحدكم في نفسه فلا يصدنكم» (٣).

٤ - والاستخارة المشروعة يدفع الله بها وينفع، وهي من تمام التوكل على الله وتفويض الأمر إليه، وهي خيرُ بديلٍ عن الطيرة والتشاؤم، والمراد بالاستخارة: طلب خير الأمرين لما احتاج إلى أحدهما (٤)، وهي مشروعةٌ في الأمور التي لا يدري العبدُ وجه الصواب فيها أما ما هو معروفٌ خيره كالعبادات وصنائع المعروف فلا حاجة لاستخارة فيها (٥).

عباد الله مع عظيم فضل الله علينا في هذه الاستخارة، وشدة حاجتنا إليها في


(١) رواه أبو داود والترمذي، وقال حديث حسن صحيح، وجعل آخره من كلام ابن مسعود (كتاب التوحيد، محمد بن عبد الوهاب ص ٥٧).
(٢) الأشقر، السحر والشعوذة ص ٣٠٠.
(٣) صحيح مسلم ٤/ ١٧٤٨.
(٤) الفتح ١١/ ١٨٣، الجاسم ص ٨٥.
(٥) التحفة ٢/ ٥٩٣ عن الجاسم، الطيرة والفأل ص ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>