للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكبروا، ثم قال: ((إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة) فكبروا قال: ولا أدري قال الثلثين أم لا (١).

وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى يا آدمُ، فيقول لبيك وسعديك والخيرُ في يديك، قال يقول: أخرج بعثَ النار، قال: وما بعثُ النار؟ قال: من كلِّ ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، قال فذاك حين يشيبُ الصغيرُ وتضعُ كلُّ ذات حملٍ حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذابَ الله شديد) قال: فاشتد ذلك عليهم، قالوا: يا رسولَ الله أينا ذلك الرجل؟ فقال: ((أبشروا، فإن من يأجوجَ ومأجوجَ ألفًا ومنكم رجل)) .. ثم ذكر الحديث ..

أيها المسلمون، الساعةُ غيبٌ لا يعلمها إلا علاَّمُ الغيوب -وهي آتيةٌ لا ريب فيها- ولكن مجيئها بغتةً وذلك يستدعي الحذرَ والحيطة، والتأهبَ الدائمَ والاستعدادَ بالعملِ الصالح.

وإذا كان أولو العزم من الرسلِ لا يعلمون وقتَ مجيئها، فغيرُهم من باب أولى، روى الإمام أحمدُ وابنُ ماجه، والحاكم -بإسناد صحيح- عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ((لقيتُ ليلة أسري بي إبراهيمَ وموسى وعيسى، فتذاكروا أمرَ الساعة يردُّوا أمرهم إلى إبراهيم، فقال: لا علم لي بها، فردوا الأمر إلى موسى فقال: لا علم لي بها، فردوا الأمر إلى عيسى، فقال: أما وجْبتُها فلا يعلمها أحدٌ إلا اللهُ عز وجل، وفيما عَهِد إليَّ ربي أن الدجالَ خارجٌ. قال: ومعي قضيبان، فإذا رآني ذاب كما يذوب الرصاص قال: فيهلكه الله)) (٢).


(١) تفسير القرطبي (١٢/ ٢)، تفسير ابن كثير (٣/ ٣٢٧)
(٢) المسند (٥/ ١٨٩) حديث ٣٥٥٦، وانظر: أشراط الساعة. يوسف الوابل ص ٥٨، ٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>