للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابنُ كثير رحمه الله: فهؤلاء أكابرُ أولي العزم من الرسل ليس عندهم علم بوقت الساعةِ على التعيين، وإنما ردُّوا الأمر إلى عيسى عليه السلام، فتكلم على أشراطها؛ لأنه ينزلُ في آخر هذه الأمة مُنفِّذًا لأحكام رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقتلُ المسيحَ الدجال، ويجعلُ اللهُ هلاكَ يأجوج ومأجوج ببركة دعائه، فأخبر بما أعلمه اللهُ به (١).

بل أن علمَ الساعة ثقل على أهل السموات والأرض، كما قال تعالى: {يسألونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغتة يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون} (٢).

واختار ذلك التفسير ابنُ جرير ووافقه ابنُ كثير (٣).

وهذا كلُّه مبطل لأي تقولٍ بعلم الغيب عمومًا، وخبر الساعة خصوصًا، وهو كذلك مبطلٌ لأي زعم بالعلم بنهاية الدنيا .. فلا يعلم ذلك كلَّه إلا الله: {قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون * بل ادارك علمهم في الآخرة بل هم في شك منها بل هم منها عمون} (٤).

أيها المسلمون لقد أخبر الصادقُ المصدوق صلى الله عليه وسلم: ((أن الساعةَ تقوم حين تقوم، وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعان ولا يطويانه، ولتقومن الساعةُ وقد انصرف الرجلُ بلبن لقحته فلا يطعمُه، ولتقومن الساعةُ وهو يليط حوضه فلا يسقي


(١) تفسير ابن كثير لآية الأعراف (١٨٧) (٣/ ٥٢٥).
(٢) سورة الأعراف، آية: ١٨٧.
(٣) السابق (٣/ ٥٢١).
(٤) سورة النمل، الآيتان: ٦٥، ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>