أقْرِئ أمتَك مني السلام، وأخبرهم أن الجنةَ طيبةُ التربةِ، عذبةُ الماء، وأنها قيعانٌ، وأن غراسَها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر.
فأين الزارعون، وأين المستثمرون لهذه الوصية العظمى؟
عبادَ الله! حريٌّ بالمسلمين قاطبةً أن يتذكروا قدرَ الصلاةِ ومنزلتَها عند الله في كلِّ آن، وكلما قرءوا أو سمعوا عن حادثةِ الإسراء والمعراج، أجل لقد فُرضتِ الصلاةُ ليلةَ الإسراءِ والمعراج أمرًا مباشرًا من الله تعالى وهو في السماء، أما بقية أوامرِ الإسلام فقد نزل بها جبريلُ عليه السلام على محمد عليه الصلاة والسلام وهو في الأرض، وفي ذلك دلالةٌ على أهميةِ هذا الركنِ من أركان الإسلام- بعد كلمةِ الإخلاص- أن الصلاة رحلةُ الأرواحِ إلى اللهِ في كل يوم خمس مراتٍ، وليست مجردَ حركاتٍ لا لبَّ فيها ولا خشوع ..
إنها فواصلَ في رحلة العمرِ يقف بها العبدُ بين يدي اللهِ معلنًا عن عبوديتهِ بلسانه وقلبهِ وعملهِ ((إياك نعبد وإياك نستعين)) فإذا سها العبدُ عن هذه العبوديةِ في وقت من الأوقات، كانت الصلاةُ وسيلتَه للنظافة من هذه الأدرانِ التي علقت به (١).
ألا ما أسعَد الذين يستشعرون هذه المعاني في الصلاة فيؤدونها في أوقاتِها، محافظين على أركانها وواجباتِها وسننها-وويلٌ لمن فرّط في هذه الصلاةِ وَأضاعها وهي فريضةُ اللهِ على محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأمتهِ وهو في السماء، وهي آخرُ وصيةٍ لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم لأمته وهو يودع الدنيا ((الصلاة الصلاةَ وما ملك أيمانُكم)).
معاشرَ المسلمين! لابد- رابعًا- أن تعيَ الأمةُ المسلمةُ قدرَ المعجزاتِ الربانية، وتدركَ أن في دينها قدرًا من المغيبات يستلزم الإيمانَ والتسليم، ويقفُ أبو بكرٍ