يُخطط لشبابها وكيف يدار الوقتُ في مؤسساتها وبين شعوبها إنني أخاطبك أيها المسلمُ الغيور .. وكأني بك تتحسر على هذه الواقع المرِّ .. بل وكأني بك تنتظر النصرَ القريب فماذا أعددتَ له؟ وما نوعُ مساهمتِك في التغيير؟ بل ربما كنتَ في ذات نفسك مضيعًا للصلوات، متبعًا للشهوات، لا فرق عندك بين الحلالِ والحرام.
وأقول لك بكل صراحة: ابدأ الرحلة بتغير ذاتِكَ، واعلم أن دنوَّ همتِك، أو ضعفَ سلوكياتك وإضاعة وقتِك بما لا ينفع، فضلًا عما يضر كلُّ ذلك يُثقل كاهلَ أمتِك فوق ما هي مثقلة، ويؤخر زمنَ النصرِ المرتقب، ويزيد في المآسي فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأنت عضو فاعلٌ في مجتمعك وأمتك، بحياتك وجديتك ترتفع هممُ الآخرين، وبموتِك- وإن كنت حيَّا- أو ضعفِ إرادتك وإن كنتَ خيِّرًا، يموت آخرون، ويتثاقل آخرون حاسبْ نفسك ولمها فأنت الملوم، ولا يكن شغلُك لومَ الآخرين، إن مجردَ التلاوم والتحسرِ على واقع المسلمين دون إرادة فاعلة وهمٌّ خادع، لا يُعبر عن صدق، ولا ينبئ عن عزيمة، ولا يؤهل لنصر .. ومأساة أن يعملَ غير المسلمين أكثر مما يتحدثون ويعرف المسلمون بالإنكار والشجب وكثرة اللقاءات والمؤتمرات، ثم تكون الجعجعةُ لهم، والطحنُ لغيرهم. وأعظمُ من ذلك أن تروّض الشعوب المسلمة على هذه السلوكيات المنهزمة الخادعة، وتعوزها القيادات الناصحةُ الحازمة التي تفكر في التغيير بوسائل أخرى أكثر جدية وفاعلية.