الأرض بعد المطارف والحشايا، وكم من معافى تعرض له فأمسى وقد حلَّت به أنواعُ البلايا، وكم جرَّع من غصة، وأزال من نعمة، وجلب من نقمة، وذلك منه من أحدى العطايا وكم خبَّأ لأهله من آلام منتظرة، وغموم متوقعة، وهمومٍ مستقبلية .. (١).
أيها المسلمون! تُشكل صويحبات السوء خطرًا تهدد الأسرة بالانهيار، وذلك بما تهديه من عطايا محرمة، أو تبثه من كلام مسموم وإن بدا ظاهره النصح، أو تبادل الهدايا، وسواء كان ذلك عبر صديقة العمل، أو زميلة الدراسة، أو مُفْسدة بالغيبة والنميمة وقالةِ السوء عبر سماعة الهاتف، فكل ذلك خطر لابد من الحصانة منه، كما يُشكل الهاتف خطرًا آخر حين يُساء استخدامه، وتضعف الرقابة عليه، وتترك الفرصة لأصحاب المعاكسات والمغازلات يتصلون كيف شاءوا، وربما اصطادوا المرأة البريئة عبر تسجيل حكاياتٍ فارغةٍ لم تتنبه لها فكانت سببًا في الضغط عليها وجرها إلى فسادٍ أكبر جرَّ عارًا على الأسرة كلها وصدَّع أركانها، فتنبهوا لهذا الخطرِ الغادر، وقوا نسائكم وأبناءكم وبناتكم آثاره المدمرة.
عباد الله! خلاف الزوجين دون تبصر، وتحميل الأمور ما لا تحتمل وتعظيم الصغائر، وتوسيع دائرة الشقاق وإدخال أكثر من طرفٍ في الخلاف .. كل ذلك يهدم الأسر ولا يبنيها، ويعجل بانفراط عقدها وتشاحن أفرادها، والشديد ليس بالصرعة ولكن من يملك نفسه عند الغضبِ، والحلمُ والصفح والعفو أخلاق كريمة دعا إليها القرآن، وليست مؤشرًا للضعف أو دليلًا على الهزيمة في الخصومة كما قد يوسوس بها الشيطان.