للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألا وإن خير الناس بطيء الغضب، سريع الفيء، وشرهم سريع الغضب بطيء الفيء. ويسوءُ الخلاف ويشتد خطره إذا انتهى إلى كسر.

أيها المسلمُ والمسلمة، ثمة داءٌ يهدد الأسر، إنه الإسراف الذي يثقل كواهل الرجال بكثرة طلبات النساء، أو البخل الذي تضيق به عاقلات النساء لشح القادرين من الرجال.

وبشكل عام فإن شدة بعض الأزواج دون مبرر، أو عصيان بعض الزوجات وعدم قيامهن بحقوق الزوجية، كلّ ذلك يُفرق ولا يجمع، ويهدم ولا يبني. وتنساب الحياة الزوجية هادئة مطمئنة إذا عرف كلٌّ من الزوجين واجباته وحقوقه، فأدى ما عليه راضيًا محتسبًا وترفق في طلب حقِّه صابرًا مقتصدًا في هذه الجوِّ المتآخي يعترف بالقوامة للرجل دون أن تمتهن المرأة أو تحتقر ..

أيها المؤمنون! إن الإسلام الذي طلب من الرجل أن يُحسن صحبة المرأة، ويستوصي بها خيرًا ويعاشرها بالمعروف، هو الذي أمر المرأة أن تسمع له وتطيع في حدود ما أحل الله- فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق- ولقد أكد الله هذه القوامة في القرآن، وبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم في تشديد طاعة الزوجة زوجها أن يقول: ((لو كنت آمرًا أحدًا أن يسجد لأحدٍ، لأمرتُ المرأة أن تسجد لزوجها)) (١).

وفي حديث آخر: (( .. والذي نفسُ محمدٍ بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي حق زوجها كله، حتى لو سألها نفسها وهي على قَتبٍ لم تمنعه)) (٢).

أيها المسلمون! يُقال هذا عن أهمية قوامة الرجال على النساء وضرورة الطاعة


(١) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. وذكره الألباني في صحيح الجامع الصغير ٥/ ٦٨.
(٢) رواه أحمد وابن ماجة وابن حبان بسند حسن، صحيح الجامع ٥/ ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>