للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا يعني أن نوعًا من المخدرات عُرف في ذلك الوقت الذي ظهرت فيه هذه الطائفة (١).

ويرى ابنُ تيمية أن الحشيشة دخلت بلاد المسلمين حين اجتاح التترُ بلاد المسلمين ويقول: وهذه الحشيشة كان أول ما بلغنا أنها ظهرت بين المسلمين في أواخر المائة السادسة وأوائل السابعة حين ظهرت دولة التتر، وكانت هذه الحشيشة الملعونة من أعظم المنكرات، وهي شرّ من الشراب المسكر من بعض الوجوه، والمسكرُ شرٌّ منها من وجه آخر .. (٢)

عبادَ الله! في زماننا المعاصر تفنن المجرمون في إنتاج أنواع المخدرات، واستُخدم العقلُ لتدمير العقل وكان تصديرُ المخدرات -بأنواعها المختلفة- أحدَ الوجوه الكالحة لجاهلية القرن العشرين؟ ومع ذلك كله يبقى النصُّ القرآني عظيمًا وشاملًا في حرمته لكلِّ ما خامر العقل وغطاه .. وإن لم يُذكر بنصه ..

وجاءت نصوص السنة النبوية شاملة في التحريم للخمر وجميع أنواع المسكرات لقوله صلى الله عليه وسلم: «كلُّ مسكر خمر، وكلُّ مسكر حرام» (٣).

ثم جاء كلام الأئمة الأعلام شاملًا في الحكم والتحريم لكل ما يندرج تحت مسمى الخمر، حتى قال ابن القيم يرحمه الله: «إن الخمر يدخل فيها كلُّ مسكرٍ مائعًا كان أو جامدًا عصيرًا أو مطبوخًا .. إلى أن قال: فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: كل مسكرٍ خمر، وصحِّ عن أصحابه الذين هم أعلم الأمة بخطابه ومراده أن الخمر: ما خامر العقل على أنه لو لم يتناول لفظه صلى الله عليه وسلم كلَّ مسكر، لكان القياس


(١) أحمد الغامدي، أثر المخدرات وسبل الوقاية ص ١٨.
(٢) الفتاوى ٣٤/ ٢٠٥.
(٣) رواه أحمد ومسلم وغيرهما، صحيح الجامع ٤/ ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>