الديني والمستوى الأخلاقي، إنها أزمةُ صلةٍ بين الخالق والمخلوق تهوّن على المرء ارتكاب أي محظور .. وترك أي واجب وعدم التفكير مليًّا في العواقب، وضعف التخوف من عذاب الله في الآخرة، إن سلم من عذابه في الدنيا. والمصيبة أن متعاطي المخدرات والمسكرات ينتقل من أزمة إلى أزمة أعظم منها، إلا أن يتداركه الله منه برحمةٍ وتوبةٍ صادقة.
والفراغ القاتل سبب مهم آخر في الإطلال على نافدة المسكرات والمخدرات، ولاسيما عند فئة الشباب وتزداد المشكلة ويقترب الشاب أكثر من هذه المشكلة إذا اقترن برفقة سيئة، وأصدقاء سوء، يهونون عليه الأمر، ويدعونه إلى مجاراتهم في ورطتهم، أو يتهمونه بالجبن والبخل إذا لم يستجب لمطالبهم. وآفات صديق السوء كثيرة، ليست هذه إلا واحدة منها، وكثرة العمالة الوافدة ذات الأهداف السيئة في ترويج المخدرات .. سبب كبيرٌ في انتشارها عند من لا يستطيعون جلبها ولا السفر إليها، وتؤكد الإحصاءات المتعلقة بالمقبوض عليهم في جرائم التهريب والترويج على دور هذه العمالة في انتشار هذا الوباء، فكيف إذا انتشرت هذه العمالة في الأحياء السكنية وكانت الغالبية منهم عُزابًا، وتيسر لهم الاتصال والاختلاط بشباب أغرار، يسهل اصطيادهم والتأثير عليهم، إنها مشكلة لابد من التفطن لها.
وفي السفر للخارج، مع توفر المادة، وضعف الرقيب وكثرة المغريات، ما يدعو ضعفاء النفوس لتعاطي المسكرات والمخدرات، في البداية بعيدًا عن الأهل والوطن .. ثم يستفحل الأمرُ، ويقود الإدمان إلى تعاطيها وجلبها في أي مكان وجدها بأي ثمن اشتراها (١). إخوة الإسلام! تأتي العوامل السياسية بين الدول نتيجة الاضطهاد والاستعمار