والرغبة في الإفساد سببًا مهما من أسباب انتشار المسكرات والمخدرات، وقد استخدم الفيتناميون سلاح المخدرات في إضعاف قوة الجنود الأمريكان في حرب فيتنام، ولعب الاستعمار الإنجليزي والفرنسي -فيما مضى- دورًا بارزًا في نشر المخدرات في العالم العربي، ثم استلمت الراية إسرائيل ولا تزال جاهدة في إفساد شعوب المنطقة بهذا الداء العضال، إلى غير ذلكم من أسباب، لا شك أن لوسائل الإعلام الفاسدة وكثرة القنوات الفضائية الغازية دورًا في الدعوة إليها وعدم التحذير منها.
إخوة الإيمان! وتُخلِّف هذه المسكرات والمخدرات آثارًا سيئة على الفرد والمجتمع، وعلى دين المتعاطي ودنياه، كيف لا وقد حكم الإلهُ أنها موقعة للعداوة والبغضاء، صادةٌ عن ذكر الله وعن الصلاة .. وهذه الأهداف التي يريدها الشيطان أمور واقعة يستطيع المسلمون أن يروها في عالم الواقع بعد تصديقها من خلال القول الإلهي الصادق بذاته، وقد قيل: إن الخمرَ ينسي والميسر يلهي.
ويقف الطب الحديث معترفًا بعظمة القرآن ومؤكدًا الآثار السيئة والأضرار الصحية لهذا الوباء، ومؤكدًا تأثيرها على المخِّ والجهاز العصبي، والهضمي، والكبد والبنكرياس، وعلى القلب والدورة الدموية، وحدوث الأورام الخبيثة، بل جاوز الأطباءُ أثره على الأجنة والمواليد.
إن في ذلك لآية .. وما يعقلها إلا العالمون؟
وآثارها الأمنية لا تخفى، والعلاقة بين تفشي الجريمة وبين السكر وتعاطي المخدرات يكشفها نسبُ المقبوض عليهم وتؤكدها البحوث والدراسات التي كتبت عن صلة الجريمة بالمخدرات .. (١).