للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما آثارها الاقتصادية. فيأبى الله أن يكون الثراءُ فيما حرم الله، ومع ارتفاع أسعار المخدرات فمروجُها من أفقر الناس .. أما المتعاطون فلا تزالُ يستنزف أموالهم حتى يضيقوا بالنفقة الواجبة لأهليهم وأولادهم، وربما أصبحت عوائلهم عالةً يتكففون الناس، نسأل الله السلامة والعافية لنا ولإخواننا المسلمين.

وللمسكرات والمخدرات آثارها الاجتماعية المدمرة، فهي سبيل لانعدام الأخلاق، وتفكك الأسر، وهي طريق لانعدام القيم، وانتشار الكسل، وربما كانت نهايتها القتل من قبل سلطة رادعة .. بل قبل ذلك من الشخص المدمن أو من أقرب الناس إليه، ودونكم قصةً ذات مغزى (١)، وهي قصة أمٍّ انتهى النزاعُ مع ابنها المدمن على المخدرات، والذي كان يُلح عليها في الحصول على مبلغ يستطيع به أن يشتري جرعته المعتادة، إلى الانتحار بمسدس أمام نظر أمه، ولما رأته الأم لم يمت لتوه تناولت المسدس من يده المرتعشة وأطلقت على رأَسه ما تبقى من رصاصات، لترديه قتيلًا وتسارع بموته، ثم تذهب لتسلم نفسها (٢).

عباد الله! هل من قلوب تعي، أو عقول تفكر في النهاية الموحشة والآثار المدمرة لهذه المسكرات والمخدرات.

كيف وقد ذكر أهل العلم .. أن الحشيشة -وهي نوعٌ من المخدرات- توجب الفتور والذلة، وفيها فساد للمزاج والعقل، وفتحُ باب الشهوة، وموجبة للدياثة .. (٣)، بل قالوا: إنها رشوة الشيطان يرشو بها المبطلين ليطيعوه، وهي مورثة لقلة الغيرة -على المحارم- وزوال الحمية، وآكلها يعني الحشيشة -إما أن


(١) أفول شمس الحضارة الغربية من نافذة المخدرات ص ٢٩، ٣٠.
(٢) أثر المخدرات ص ٤٥.
(٣) الفتاوى ٣٤/ ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>