للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البعيد سوءُ الهضم، وتليفُ الكبد، وإضعاف القدرة الجنسية والتعرض بسهولة لمرض السل .. (١)

عباد الله! من الخمور الحسية إلى الخمور المعنوية أنقلكم، فللخمور الفكرية آثارٌ سيئة، وتلك هي التي تنشأ عن تعظيم العقل وإعطائه حجمًا أكبر مما أراده الله له، فيجعل أحيانًا مساويًا للنص، ولربما قُدم على النص، وذلك سبب ضلال المعتزلة فيما مضى، ومحلُّ فتنة العقلانيين في هذا الزمن .. وليت الآخرون يعتبرون بما انتهى إليه السابقون وأحدُهم يقول بعد طول تجربة وعناء في تعظيم العقل:

نهاية إقدام العقولِ عقالُ ... وأكثر سعي العالمين ضلال

ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا قيل وقالوا

إن الإسلام يقدر العقل ويعتني به، بل ويحرم كلَّ ما يؤثر عليه، ولكنه يجعل له حدودًا ينتهي عليها حتى لا يتيه أصحابه في بيداء مهلكة لا نهاية لها .. وكم زلت أقدامٌ ونشأت نحل ضلت وأضلت بسبب زيغ العقل .. وكم زل آخرون وهم يظنون أنهم أصحابُ فكرٍ مستنيرٍ، زعموا أنه لابد من تحرير العقول، فطالت آثارُهم النصوص الثابتة المحكمة فأولوها أو أنكروها.

وعلماء الإسلام الربانيون لم يتجاهلوا دور العقل، ولكنهم لم يعتدوا على النقل، وكتب أحدهم كتابًا سماه «درء تعارض العقل والنقل» ثم خلفت خلوف رأت أن بإمكانها -وفى ديار المسلمين- أن تتخلص من أي تقييد على العقل، فراحوا يسخّرون بالدين ونالت سخريتهم الذات الإلهية ومقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وآخر ما أحدت ضجةً ذلك الرسمُ الكاريكتوري في جريدة القبس الكويتية، ويحمل نكتةً ساخرةً تقول: «إن آدم وحواء طردا من الجنة لأنهما لم يدفعا


(١) المخدرات والعقاقير المخدرة ص ١٨٤، ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>