التحرش بالطالبات، إنها ظاهر مؤلمة تقع عند مدارس البنات -وتكثر أيام الامتحانات- والذئابُ ترصد خروجهن فتبدأ المضايقة بكلمة أحيانًا أو برسالة مختصرة أحيانًا أخرى وبرمي رقم هاتف تتم المحادثة والمهاتفة عليه فيما بعد .. وكم خَدع هؤلاء الذئاب بوسائلهم المختلفة عددًا من الفتيات فأصابهن من لوثة العرضِ ما دنَّس حياءَهن .. وجاء بالفضيحة على عوائلهن.
أيها الأولياء! ربما كان الخلل من الفتاة أحيانًا .. فالطالبة مثلًا حين تُنهي امتحانها يكون هناك زمن بين نهاية الامتحان ووصولها إلى منزلها .. ويظن الأهل أنها في المدرسة، وتعتقد المدرسة أنها في بيت أهلها .. وهي خلال هذه المدة متعرضة للفتنة وربما ضربت مواعيد مع أولئك الفساق، فكانت بدايات النكدِ والشقاء لها ولأسرتها وللمجتمع من حولها.
أيها الأولياء .. أباءً كنتم أو أمهاتٍ أو إخوانًا أو أخوات. هل تأكدتم من ذهاب الطالبة إلى المدرسة ومجيئها عن طريق النقل الرسمي، أو عن طريقكم؟ أم خاطرتم بذهابها على رجليها .. ولا تدرون ما يحدث لها؟ هل تنبهتم للمكالمات الهاتفية المثيرة من الفتيات، وهل احتطتم في مكان الهاتف .. وأكدتم على عدم استخدامه إلا للضرورة وفي مكان بارز .. وليس في غرفة مختصة؟ هل تسامحتم في مذاكرة الطالبة مع زميلتها .. ثم لا تعلمون ما يحدث في هذه المذاكرة؟ هل نتعاون جميعًا في معرفة من يدورون حول المدارس وبلغنا الجهات الرسمية بهم أو برقم سياراتهم .. إنها فتن يشيب لهولها الولدان .. وفضائح إذا ما وقعت -لا قدر الله- طأطأت رؤوس الرجال، وتسري الفتن لتعم الظالم وغيره، وصدق الله:{واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب}(١).