للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل قاموا بواجبها، ما العقبات التي تعترض سبيلها، ما أنسب الوسائل والطرق لتحقيقها.

إن أمم الأرض كلَّها تنتظر من المسلمين أن يفيئوا عليهم من هذه الخيرية، وقد لجَّت بهم المذاهب والأفكار والنحل الباطلة فهل يقود المسلمون زمام السفينة وينقذوا أهلها من الغرق المحتمل بين عشية أو ضحاها. تلك -وربي- مسؤولية وتبعة، وسوف يسأل عنها المسلمون.

أيها المؤمنون! مع خيرية أمة الإسلام فهي أمة وسط وهي شاهدة يوم القيامة على الأمم الأخرى .. يقول تعالى: {وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا} (١). والوسط هنا - كما قال أهلُ التفسير (٢) الخيار والأجود، ووسطيتها تشمل المنهج والسلوك، فقد خصها اللهُ بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب، فلا رهبانية في الإسلام، ولا حرج في الدين {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس} (٣).

أيها المسلمون! إن من الخزي والعار أن تشهد الأمم الكافرة في الدنيا على أمة الإسلام بالضعف والتفكك والتبعية، وكيف لأمة مغلوبة، ومهزومة نفسيًّا أن تقود ركب الأمم؟ وهذه الانهزامية ليست من طبيعة منهجها، وهذا التفكك والضعف ليس من سمات تاريخها ..

فلقد ملكنا هذه الدنيا قرونًا ... وأخضعها جدودٌ خالدونا


(١) سورة البقرة، آية: ١٤٣.
(٢) انظر: تفسير ابن كثير ١/ ٢٧٥.
(٣) سورة الحج، آية: ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>