وسطرنا صحائف من ضياءٍ ... فما نسي الزمان ولا نسينا
عباد الله! هذه المعالم الثلاثة: الأخوةُ الإسلامية، وخيرية هذه الأمة بعقيدتها ودعوتها، ووسطيتها بمنهجها، مُسَلَّمات لابد أن تحاسب الأمة نفسها عليها بين الفينة والأخرى، ولئن أصابها شيءٌ من الضمور أحيانًا، أو تخلف أثرها في الواقع، أو قصر المسلمون في الوصول إلى مستواها حينًا من الدهر، فينبغي أن تكون حقائق مستقرة في الأذهان، وهدفًا يُسعى إلى تحقيقه في واقع الحياة، ومما يُسلِّي ويسرِّي أن الأمة المسلمة تمر أحيانًا بمراحل ضعف، لكنها لا تلبث أن تفيء إلى دينها، وتجدد ما اندثر من حضارتها، وتسدد ما أصابه الخللُ من قيمها، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير * الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز * الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور}(١). نفعني الله وإياكم.