للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للمحرمات، وزهدٌ في العبادات والطاعات .. يراها آخرون ميدانًا للتنافس في الطاعات، وسُلَّمًا للجنان وأعالي الدرجات يراها العالِمون العبودية الحقة لربِّ العالمين، وقد جاءهم من ربهم اليقين {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (١)، ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {إلا ليعبدون} أي: إلا ليُقروا بعبادتي طوعًا أو كرهًا، وهذا اختيارُ ابن جرير رحمه الله (٢).

كما ورد في بعض الكتب الإلهية يقول الله تعالى: «ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وتكفَّلتُ برزقك فلا تتعب، فاطلبني تجدني فإن وجدتني وجدت كلَّ شيء، وإن فتك فاتك كلّ شيء، وأنا أحب إليك من كلِّ شيء» (٣).

أيها المسلمون! يتسعُ مفهوم العبادة في الإسلام ليشمل أمور الدنيا والآخرة، ويدخل فيها مع حسن القصد والنية رعاية الأهل والولد، والبحث عن الأسباب المشروعة للرزق، وفي شريعة الإسلام يُسأل العبدُ عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه .. (٤).

وليس للمسلم أن يُطلق لعينيه النظر كيف يشاء، ولا لأذنيه السمع كيفما اتفق، فكل أولئك كان عنه مسؤولًا.

عباد الله! نُذكر بهذا تنبيهًا وتحذيرًا من ظاهرة بدأت تسري في المجتمع، وانساق لها عدد من الشباب والرجال، تُهلك بها الأوقات، وتضيع فيها الحقوق والواجبات، ويغيب فيها القيِّمون على الأهل والأبناء والبنات. حديث اليوم عن


(١) سورة الذاريات، آية: ٥٦.
(٢) تفسير ابن كثير ٤/ ٣٨٦.
(٣) السابق ٤/ ٣٨٧.
(٤) حديث حسن رواه الترمذي، صحيح الجامع ٦/ ١٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>