البيوت الوهمية، وأترفع بكل عاقلٍ عن إضاعة الدين والدنيا في هذه الأحواش والاستراحات، ولكني أنبهكم ناصحًا مشفقًا على أبنائكم وإخوانكم الشباب فهل تأملتم في غيابهم حين يغيبون وهل تعرفتم على أصدقائهم حين يروحون ويجيئون .. إننا نخشى أن تكون بعض هذه الاستراحات والأحواش مصيدة للشباب، بها يَفسدون ويُفسدون، ومن خلالها يبدأ خط الانحراف الخُلقي في غياب من الموجه والرقيب، فتنبهوا رحمكم الله لمكمن الخطر، وصلوهم بالرفقة الصالحة التي تعينكم على تربيتهم، ورغبوهم في حلق التحفيظ، ومجالس العلماء، شاركوا رجالات الأمن والحسبة مسؤوليتهم في الرقابة وكشف أوكار الفساد أنَّى كانت وفي هذه الاستراحات أو غيرها، فالأمرُ جدُّ خطير، والمسؤولية عظيمة، وقد سمعتم أثر التهاون بها.
وبعد إخوة الإيمان فهذا نداءٌ أخوي أوجهه للمبتلين بالجلوس طويلًا في هذه الاستراحات أذكرهم فيه برقابة الله أولًا فيما يعملون أو يدعون، وأذكرهم -إن كانوا متزوجين- بشكاوى نسائهم، وحنين أطفالهم وحاجة أبنائهم وبناتهم إلى توجيههم حين يمسون وحين يصبحون.
وإن كانوا شبابًا عزبًا فبالبرِّ بوالديهم، وحفظ أوقاتهم، والاستعداد لمستقبل حياتهم .. أنصح الجميع بعدم الإسراف في المكوث في هذه البيوت الوهمية، والعودة إلى بيوتهم الحقيقية، فالعافية مطلب، والسلامة لا يعدلها شيء، والفضيحة -لا قدر الله- تسيء إلى البيوت الشريفة وإن كان لابد من الجلوس فيها للأنس والراحة فليختر الرفقة، وليكن ذلك أحيانًا، وبعد التأكد من سلامتها من كلِّ ما يخدش المروءة والدين.
إنني على ثقة أن بعضًا من مرتادي هذه الاستراحات عقلاءُ في تصرفاتهم،