للفائدة .. وقد رُئي جعفر رضي الله عنه وهو بين أظهر أصحابه يُحدثهم ..
أجل لا مكان للدعة .. ولا مجال للفراغ عند هؤلاء المهاجرين المجاهدين .. فإذا لم تكن الفرصة لدعوة غيرهم للإسلام فلتكن الفرصة للمهاجرين بينهم للاجتماع لتقوية إيمانهم والتواصي بينهم بالحق والصبر.
وهكذا يظل جعفر ومن معه ينتظرون إذن الرسول صلى الله عليه وسلم لهم بالعودة .. حتى إذا وضعت الحرب أوزارها مع قريش، وكانت هدنة الحديبية مؤشرًا لضعف قريش واعترافها بقوة المسلمين التفت المسلمون بقيادة محمد صلى الله عليه وسلم إلى تعميم الدعوة وإرساء قواعد الدولة -وهنا يحتاج المسلمون إلى كل طاقة- ولا يستغنون عن أي عنصر .. وحينها كتب الرسول صلى الله عليه وسلم للنجاشي في طلب جعفر وأصحابه فحملهم النجاشي على سفينتين -وحين وصلوا المدينة كان المسلمون قد فتحوا خيبر- فلم يتمالك رسول الله صلى الله عليه وسلم حينها أن يبدي سرورَه بمقدم جعفر وأصحابه وحين رآه قبّل ما بين عينيه وقال:«لا أدري بأيهما أُسر بفتح خيبر أم بقدوم جعفر».
ورغم ما يمثله هذا الشعور الكريم من طيب خلقه صلى الله عليه وسلم وحسن معاملته ومكافأته لأصحابه -فجعفر ومن معه يستحقون الحفاوة والتكريم، وقد خلفوا آثارًا طيبة في الحبشة- ويكفيهم أن غربتهم استمرت من السنة الخامسة أو السادسة للبعثة إلى أن كانت السنةُ السابعة للهجرة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:{والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون}(١).