أو لا يشعر إلى هذا المزلق الخطر، وهذا يستدعي الانتباه والاحتياط وسد كل منفذ أو وسيلة تقود للخطر، وعدم التهاون فمعظم النار من مستصغر الشرر.
٢ - إن هذا الحديث ليس موجهًا لأحد بعينه، ولا ينبغي لأحد أن يعفي نفسه من مسؤوليته فالوقاية أنسب الوسائل للعلاج، ومقابلة المشكلة بحزم وعزم وجدية وصراحة أولى من تغافلها وإغضاب الطرف عنها، وتجاهل المشكلات لا يعنى عدم وجودها، ولا يسهم بكل حال في حلها.
إخوة الإيمان يمكن حصر الأسباب المؤدية للوقوع في اللواط (حمانا الله وإياكم وذرارينا المسلمين) في أربع محاور رئيسة هي كما يلي:
أولاً: البيت، ثانيًا: المدرسة، ثالثًا: المجتمع، رابعًا: وسائل التأثير الأخرى. وكل واحدة من هذه وتلك تحتاج إلى بيان وتفصيل.
أولاً: أما البيت فهو اللبنة الأساسية والمنطلق الأول لتربية الشاب، وتسهم حالة الغنى المفرط أو الفقر المدقع في انحراف الشاب أحيانًا، أما الغنى- غير المنضبط فيوفر فيه للشاب كل وسائل الراحة واللهو واللعب دون تفريق بين الضار والنافع، فقد يوفر له من وسائل اللهو ما يثير غريزته، ويوفر له من المال ما لا يحسن التحكم فيه، ويوفر له سيارة ليس أهلاً لاستخدامها في أغراضها الصحيحة، فإذا اجتمع إلى الشاب مع ذلك صحة موفورة، وفراغ قاتل، مع حيوية الشباب وقلة تفكيره في العواقب قادته هذه الأمور إلى عمل كل محظور ليس اللواط إلا واحدًا منها.
إن الشباب والفراغ والجدة ... مفسدة للمرء أي مفسدة
وبعكس ذلك تكون بيوت الفقراء حيث لا يجد فيها الشاب حاجته الأساسية، ولا تتوفر له أموره الضرورية، والمجتمع والجيران في غفلة عن حاجات جيرانهم فيضطر الشاب للخروج بحثًا عما يحتاجه فيجد اللصوص المحترفين