لاصطياده وإطماعه بتوفير كل ما يحتاج إليه فتنشأ العلاقات المشبوهة، ويقع الشاب في جريمة اللواط وغيرها من الفواحش والآثام.
ثانيًا: كما تسهم حالة اليتم (لاسيما يتم الأب) في ضياع الشباب وانحرافهم أحيانًا، إذ تعجز الأم عن متابعة بعض الأبناء، ولا تلتفت بقية البيوت لهذه النوعية من بيوت الأيتام: إما لعدم اهتمامهم أو لانشغالهم، فيهيم هؤلاء الشباب على وجوههم، وتكون المقاهي والطرقات وأماكن التجمعات العامة موطنًا لهم، وتتيح لهم هذه وتلك الاختلاط بغيرهم ممن يحسنون لهم القبيح، ويهونون عليهم العسير، فلا يستقيظ الشاب المسكين إلا وهو في شراك المجرمين، وضمن زمرة الفاسدين، وتكون جريمة اللواط واحدة من سلوكياته المنحرفة، وما خفي أعظم وأكبر.
ثالثًا: وأشد ضراوة وأثرًا على الشباب يتم العلم والأدب كما قيل:
ليس اليتم الذي قد مات والده ... بل اليتم يتم العلم والأدب
وإذ كنا نشيد ببعض الأمهات اللائي يربين أبناءهن على الخير ويحرصن على سلوكياتهم من كل عفن، حتى وإن كان الآباء تحت الثرى، ونقدم التحية معطرة لأولئك الآباء الذين يعنون بأبنائهم ويهتمون بتربيتهم. فإننا نرثي لحال أولئك الآباء الأموات وإن كانوا في عداد الأحياء، هذه النوعية من الآباء التي لا تهتم بالأبناء، ولا تعيرهم من الاهتمام ما يستحقون فهم إما مشغولون بتجارتهم أو غارقون في لهوهم، أو على الأقل لا يهتمون كثيرًا بأبنائهم ولا يسألون عن مدخل أبنائهم أو مخرجهم ولا يعرفون من يرافقون ولا فيمن يتصلون، هؤلاء يسرح أبناؤهم ويمرحون كيف شاؤوا، وإذا كان الصنف السابق يمكن أن يعطف عليهم المجتمع ليتمهم، فهؤلاء يتكل الناس على تربية واهتمام آبائهم فلا يعيرونهم كبير اهتمام، فينضمون إلى قائمة الضائعين، ولا يفيق الأب إلا حين