للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بيان فرط شجاعته وإقدامه (١).

أيها المؤمنون! بقي أن نعلم من حياة جعفر بذله للخير وحبَّه للمساكين، وعنه حدَّث أبو هريرة رضي الله عنه فقال: وكان جعفر خير الناس للمساكين، وكان ينقلب بنا فيطعمنا ما كان في بيته، فإذا لم يجد لنا شيئًا أخرج إلينا عُكةً أثرُها عَسَلٌ فنشقها ونلعقها (٢).

ويكفيه فخرًا ومن أجل مناقبه أن يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في شأنه: «أشبهت خَلقي وخُلُقي» (٣).

رضي الله عن جعفر المهاجر الصابر، والمجاهد الصادق، والشهيد الطيار، والمنفق الجواد، أبي المساكين وأشبه الناس خَلقًا وخُلقًا بخير البرية أجمعين، اللهم إنا نشهدك على محبته ومحبة أصحابه وإن ضعفت هممنا عن اللحاق بهم، اللهم احشرنا معهم، واجمعنا بهم، وأكرمنا كما أكرمتهم، ووفقنا للخير كما وفقتهم.


(١) الفتح ٧/ ٥١٢.
(٢) البخاري ح (٣٧٠٨).
(٣) أخرجه البخاري في عدة مواضع ح (٢٦٩٨، ٣٧٦٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>