للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يده إلا صفيحة يمانية (١)، ثم انحاز بالمسلمين وانصرف الناس .. (٢).

إخوة الإيمان! نعود إلى جعفر خاصة .. وليس ذلك بمقللٍ لجهود المسلمين عامة فلئن عرفته أرضُ الحبشة صابرًا محتسبًا، عابدًا داعيًا، معلمًا .. فقد عرفته أرضُ مؤتة مجاهدًا صادقًا وشجاعًا ثابتًا .. تثخنه الجراح فيثبت وهو يتطلع إلى النصر أو الشهادة وقد كان له ما أراد، ولقبه الرسول صلى الله عليه وسلم بلقب لم يعلمه في حياته الدنيا، وأخبر أن الله أبدله جناحين يطير بهما في الجنة حيث شاء (٣).

وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان إذا سلم على عبد الله بن جعفر قال له: السلام عليك يا ابن ذي الجناحين (٤).

ولكم معاشر المسلمين أن تعلموا شجاعة جعفر وثباته في معركة مؤتة من خلال نصٍّ أورده البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنت في الغزوة (مؤتة) فالتمسنا جعفر بن أبي طالب فوجدناه في القتلى، ووجدنا ما في جسده بضعًا وتسعين من طعنة ورمية.

وفي رواية أخرى في الصحيح قال ابن عمر: «وقفت على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددت به خمسين بين طعنة وضربة ليس منها شيء في دُبره يعني ظهره» (٥).

قال ابن حجر وهو يجمع بين هذه الأقوال: وفي قوله: ليس شيء منها في دبره


(١) الصحيح مع الفتح ٧/ ٥١٥.
(٢) ابن القيم: زاد المعاد ٣/ ٣٨٣.
(٣) أورده الهيثمي من حديث ابن عباس، وقال: رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما حسن، مجمع الزوائد ٩/ ٢٧٢.
(٤) الصحيح مع الفتح ٧/ ٥١٥.
(٥) الصحيح مع الفتح ٧/ ٥١٠، ح (٤٢٦٠) (٤٢٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>