للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أحدٍ قدمه في اللحد، وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة (١).

تلك عواقب التقوى .. يراها المسلم أو ترى له في الدنيا، وما عند الله خير وأبقى.

عباد الله! كان مصعب بن عمير إلى جانب جهاده وصبره ودعوته للخير حسن الخلق، يذكره به من يعِرفه ويقول عامرُ بن ربيعة رضي الله عنه. كان مصعب بن عمير لي خِدنًا وصاحبا منذ يوم أسلم إلى أن قُتل -رحمه الله- بأُحد، خرج معنا إلى الِهجرتين جميعًا بأرضٍ الحبشة وكاد رفيقي من بين القوم، فلم أرَ رجلا قطّ كان أحسن خُلُقا ولا أقلَّ خلافًا منه (٢).

وكذلك ينبغي أن يُصلح الداعية نفسه إذا رام إصلاح الآخرين، وأن يكون قدوة طيبةً في أخلاقه وتعامله وشأنه كله.

إخوة الإيمان! من سرد القصص إلى فقهها والعبر منها في الوقفات التالية:

أولًا. كم هو عظيم أن يكون الوجل الواحد من المسلمين كالألف إن أمر عنى، وأعظم الجهود وأبركها ما وجه لخدمة دين الله، والله يقول: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين} (٣).

وكم هو مؤلم أن ترى الغُثائية في مجتمعات المسلمين، وتهولك الأرقام والإحصاءات ولكن دون جدوى، كما قال صلى الله عليه وسلم: ((الناس كإبل مائة لا تكاد تجدُ فيها راحلة)).


(١) أخرجه البخاري (الفتح ٧/ ٣٧٤).
(٢) الطبقات ٣/ ١١٧.
(٣) سورة فصلت، آية: ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>