للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعمر، فقد اتبع الحق، ومن اتبع الحقَّ فقد اتَّبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن، وهو كتاب الله وحبله المتين وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحة يُصدق بعضها بعضًا، ولله الحمد (١).

وقد رُوي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه سئل عن الصراط المستقيم قال: تَرَكنا محمد صلى الله عليه وسلم في أدناه، وطرفه في الجنة، وعن يمينه جواد، وعن شماله جواد، وثمَّ رجال يدعون مَن مرَّ بهم، فمن أخذ في تلك الجواد انتهت به إلى النار، ومن أخذ على الصراط انتهى به إلى الجنة، ثم قرأ ابن مسعود {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه} (٢) أيها المسلمون! إنما سمي الصراط صراطًا: لأنه طريق واسع سهل يوصل إلى المقصود، وهذا مثل دين الإسلام في سائر الأديان، فإنه يوصل إلى الله وإلى داره وجواره مع سهولته وسعته، وبقية الطرق وإن كانت كثيرة فإنها كلَّها مع ضيقها وعُسرها لا توصل إلى الله، بل تقطع عنه وتوصل إلى دار سخطه وغضبه ومجاورة أعدائه، ولهذا قال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} (٣).

عباد الله! هذا الصراط المستقيمُ هو الذي يسأل المؤمنون ربَّهم صباح مساء أن يهديهم سلوكه، {اهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهن} (٤).


(١) تفسير ابن كثير ١/ ٤٣.
(٢) أخرجه ابن جرير وغيره انظر: مثل الإسلام لابن رجب ص ١٨.
(٣) سورة آل عمران، الآية: ٨٥، وانظر: (مثل الإسلام: ١٨).
(٤) سورة الفاتحة، الآيتان: ٦ - ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>