للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإتقان شيء آخر، والإخلاص في العمل سبيل لرضاء الله أولًا، وطريق لإتقانه ثانيًا.

أيها العامل هل تعلم أنك مسئولٌ عما استرعيت عليه، وفي حديث ((كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)) قال عليه الصلاة والسلام: ((والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته)) (١).

أيها المستَقْدَمون المسلمون! حين نتحدث عن أخوَّة الإسلام وحقوقكم فيها، فلابد أن تشملكم الواجبات، فأنتم شركاء لأهل البلد الذي تفدون إليه في المسئولية، وينبغي أن تكونوا أعضاء مساهمين في كلِّ ما يحقق الخير لمجتمعكم الثاني، فتساهمون في نشر الفضيلة وتساهمون في كشف أوكار الفساد والرذيلة، وتنظرون إلى العمل الذي تقومون به على أنه عمل في بلد من بلادكم ولإخوة لكم. وأعيذكم من طغيان الأنانية المفرطة، فلا يبقى لأحدكم هم إلا جمع بضع دريهمات في جيبه، دودت النظر إلى حجم ونوعية العطاء الذي قدمه لمجتمع المسلمين؟

وإياك إياك أيها العامل المسلم أن تعطي الفرصة لأحد أن يتهم العمالة المسلمة بالتقصير من خلال سلوكياتك أو ترسخ بسلوكياتك الخاطئة مفهومًا خاطئًا عند بعض الناس بأن استقدام غير المسلمين أجدى من استقدام المسلمين.

أيها العامل المسلم! وأنت مأجور في بحثك عن لقمة العيش لتستغني بها وتغني من وراءك، فهلا سألت نفسك عن حجم العوائد لك .. لاسيما إذا يسر الله لك المكوث حينًا من الدهر في أرض الحرمين، ومنبع الرسالة؟

إن بإمكانك أن تضيف إلى رصيدك المالي أرصدة أخرى لا تقل أهمية عن


(١) متفق عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>