للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غيرها، وليس مستحيلًا ولا صعبًا أن تشمل رغبتك في طلب الرزق الهجرة في سبيل الله لطلب العلم ومعرفة العقيدة الحقة، وتصحيح الأخطاء الماضية، وليس عيبًا أن تصحح مفهومًا خاطئًا، أو تعدّل سلوكًا معوجًا، إنما العيب أن تعلم الخطأ وتستمر عليه، أو يبدو لك الحقُّ ثم تحيد عنه!

أيتها العمالة المسلمة! ما جمعتموه من عرق الجبين يعد من أطيب الكسب الحلال، وأعيذكم والمسلمين أن تفسدوا هذا الكسب الحلال بكسب محرمٍ بأي شكل من الأشكال؟

أيها الوافد المسلم! رسالتك لا تنتهي عند استفادتك في ذات نفسك، فلإخوانك الوافدين معك حقُّ الدعوة إلى الخير، وظروف الغربة وطول الوقت، ووجودك في بلد تُرعى فيه الآداب الإسلامية، وتغيب فيه مظاهر الرذيلة- أكثر من غيره- قد يعينك على تقديم الخير والنهي عن الشر، ((ولأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم)).

أيها الوافد المسلم! أنصحك بالصبر على مشاق العمل، وظروف الغربة وتقوى الله خير معين لك على تجاور العقبات كلها {ومن يتق الله يجعل له مخرجا}، احفظ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى، احفظ الله في نفسك يحفظك في أهلك، وأدِّ للناس الذي ترغب في أن يؤدوه لك، ولا تغترَّ بستر الله عليك في الدنيا، فالفضيحة يوم القيامة على الملأ أشد وأنكى، وتذكر بسفرك في الدنيا السفر إلى الله، ولم يُكتب الخلود لأحد في الدنيا، ولكن الشأن في نوعية ومقدار الزاد الذي يرحل به المسافرون.

أخي كلنا مسافرون .. والسفر بعيد، والعقبة كؤد، والناقد بصير. فلنرحل بخير زاد، ولنتخفف من الأوزار، ولنحذر الفساد أو الإفساد .. ومن عمل صالحًا فلنفسه ومن أساء فعليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>