للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولذا قال تعالى بعد الأمر بالوفاء بالعهد {ولا تتخذوا أيمانكم دخلا بينكم فتزل قدم بعد ثبوتها وتذوقوا السوء بما صددتم عن سبيل الله ولكم عذاب عظيم * ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون} (١).

احذروا عباد الله أن تشتروا بعهد الله ثمنًا قليلًا، والله يذكرنا أن ما عنده خير وأبقى، وإياكم أن تتخذوا الأيمان بينكم دخلًا، أي خديعة ومكرًا فتزل الأقدام بعد ثبوتها وينتكس الغادر ويصد بهذه الأخلاق عن الدخول في دين الله (٢).

أمة الإسلام! ومن آثار التخلي عن العهود فناءُ الأمم، وإهلاك القرى الظالمة كما في قوله تعالى: {وما وجدنا لأكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} (٣).

ومما يجدر التنبيه إليه الغدر في أداء الحقوق المالية سواءً كانت قرضًا أو دينًا .. (ولأهميتها سأفردها بحديث خاص بإذن الله تعالى). أيها المسلمون اتقوا الله في عهودكم ومواثيقكم وأيمانكم، ولا تفتنكم الحياة الدنيا وتنسوا عقاب الآخرة.

تمثلوا الوفاء في حياتكم كلِّها وروّضوا أنفسكم على ذلك، تذكروا عظيم نعمةِ الله عليكم فقابلوها بالشكر والطاعة والإحسان، وتذكروا فضل من له فضل عليكم فجازوهم بالشكر والإحسان .. ولا تَمُتْ فيكم مشاعر الوفاء والرحمة .. وتطغى عليكم الأنانية والغفلة. على الوالدين أن يربوا أولادهم على الوفاء، وعلى المعلمين والمعلمات أن يعلموا الطلاب والطالبات معاني الوفاء، إن الشكر للناس


(١) سورة النحل، الآيتان: ٩٤، ٩٥.
(٢) تفسير ابن كثير ٤/ ٥٢٠.
(٣) سورة الأعراف، الآية: ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>