للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حاجتنا، ولا نتواصى في الاقتصاد من الماء قدر ما يكفينا، ولربما كانت رقابتنا للبشر وخوفنا منهم أشدَّ من رقابتنا لله حين طغى الإسراف في حياتنا.

ومع ذلك فثمة إسراف في الماء قد يغيب عن أذهان البعض منّا، وتضافرت مدونات العلماء على تجليته لنا، إنه الإسراف في الوضوء والطهارة.

وقد عقد الترمذي- يرحمه الله- في سننه بابا في كراهية الإسراف في الوضوء (١).

وفي سنن ابن ماجه ((باب ما جاء في القصد في الوضوء وكراهية التعدي فيه)) وبه ساق حديث عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الوضوء، فأراه ثلاثًا ثلاثًا، ثم قال: ((هذا الوضوء، فمن زاد على هذا، فقد أساء أو تعدى أو ظلم)) (٢) حسنه ابن حجر وقال: ولكن عدَّه مسلم في جملة ما أنكر على عمرو بن شعيب لأن ظاهرها ذمُّ النقص من الثلاث، وأجيب. بأنه أمر سماوي والإساءة تتعلق بالنقص، والظلم بالزيادة.

وقيل: فيه حذف تقديره (من نقص من واحدة) ويؤيده ما رواه نعيم بن حماد من طريق المطلب بن حنطب مرفوعًا: ((الوضوء مرة ومرتين وثلاثا، فإن نقص من واحدة أو زاد على ثلاث فقد أخطأ)) (٣). وقال البخاري- في صحيحه- في كتاب الوضوء: وكره أهل العلم الإسراف فيه وأن يُجاوز فعل النبي صلى الله عليه وسلم (٤).


(١) صحيح سنن الترمذي ١/ ١٨، ولم يصحح الألباني شيئًا من أحاديثه.
انظر: الفتح ١/ ٢٣٢.
(٢) حسنه الألباني وجود إسناده ابن حجر (صحيح سنن ابن ماجه ١/ ٧٢، الفتح ١/ ٢٣٤).
(٣) الفتح ١/ ٣٣٢.
(٤) انظر: الفتح ١/ ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>