للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشرع، ولا مكان له في العقل؟ وقع ذلك فالإسراف في تجاوز الحلال إلى الحوام في الملبس أدهى وأمر- وهو في حقّ الرجال والنساء- فإسبال الثياب، والتختم بالذهب، ولباس ثياب الشهرة، كلُّ ذلك منهيّ عنه في حق الرجال.

وفي حقِّ النساء ما وصف أو شفّ، وما شابهت المرأة فيه الرجال، أو قلدت به أهل الكفر والضلال.

عباد الله ونُسرف- أحيانا في اتخاذ الزينة وتجميع الأثاث فنتخذ من التحف أغلاها، وتمتلئ بها أركان البيوت، ونظل نكدِّس من الأثاث والفُرُش ما نحتاج وما لا نحتاج.

وقد لا يمضي عليها طويل وقت حتى نملَّ منها ونفكر في تغييرها، ولدى البعض نزعة موسمية لتغيير الأثاث ما أنزل الله بها من سلطان- فآلات التبريد، أو غرف النوم، أو نوع المفروشات تغير لا لفسادها وعدم صلاحها .. بل لتقادمها، والحاجة إلى التجديد فيها .. {إنه لا يحب المسرفين}.

والمصيبة أعظم حين يدخل الحرام في الزينة، فتُستخدم آنية الذهب والفضة، أو ما يطلى بشيء منهما في الأواني المستخدمة في بيوتنا ويكفينا أن نتذكر سويًّا قوله صلى الله عليه وسلم ((الذي يأكل أو يشرب في إناء الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم)) (١).

قال العلماء: والنهي يعمُّ ما كان من الذهب والفضة، وما كان مطليًّا بشيء منها (٢).

إخوة الإسلام! إسرافنا في الماء ظاهر حين نستنزف كميات من الماء تفوق


(١) أخرجه مسلم.
(٢) الشيخ ابن باز: التحذير من الإسراف والتبذير ص ٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>