للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استبقوا هذه الصلة قوية متينة بعدما تزول الضائقة، ويستجدُّ العافية، فإن من الخسَّة جحد فضل الله مظنة الاستغناء عنه، وهاكم نموذجًا لسيرة طائشة لا يليق أن يسلكها امرؤ نبيل مع ولي نعمته، يذكِّرنا بها القرآن ويصف الله أصحابها بالإسراف فيقول: {وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعدا أو قائما فلما كشفنا عنه ضره مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه كذلك زين للمسرفين ما كانوا يعملون} (١).

وبعد يا أخا الإسلام! إذا اختلت الموازين فما أحراك أن تعلم الميزان الحقَّ فتزن به، وتحاسب نفسك عليه، والحقُّ تبارك وتعالى يقول: {وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها وما عند الله خير وأبقى أفلا تعقلون * أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين} (٢).

نفعني الله وإياكم بهدي القرآن، ووفقنا لاتباع سنة خير الأنام، أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم.


(١) سورة يونس، الآية: ١٢.
(٢) سورة القصص: الآيتان ٦٠، ٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>