للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون * تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون * ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون * قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين * ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون * قال اخسئوا فيها ولا تكلمون * إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين * فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون * إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون} (١).

احذر الفضيحة على رءوس الأشهاد، وإياك أن تكون حيًّا جسديًّا لكن قلبك في عداد الموتى، أترغب أن تكون في مجتمعك عبئًا ثقيلًا؟ أم تراه يليق بك أن تكون في أمتك رقمًا هامشيًّا، افعل الخير لنفسك، وساهم في استصلاح مجتمعك وأمتك، فكّر مليًّا في مدخل مالك ومخرجه، وسائل نفسك عن رعايتك للأمانة التي استرعاك الله إياها من أهل وبنين وجيران ومحتاجين، كيف محافظتك على الواجبات وكيف امتناعك عن المحرمات؟ إلى غير ذلك من أسئلة أنت أدرى بها في محاسبة نفسك، وليكن مما يعينك على ذلك كلِّه ألا يطول أمد الحياة في ذهنك، ((فإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك)) (٢).

ولا تتوقف عن العمل الخيِّر والعطاء المثمر حتى تتوقف أنفاسك ويأتيك الموت، ومما يعينك كذلك على مسيرة الخير أن تتبع السيئة بالحسنة تمحها، وفي التنزيل قال ربنا: {إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين}. وهل تعلم أن الحسنة تفك خناق السيئة؟ قال عليه الصلاة والسلام: ((مثل الذي يعمل السيئات ثم


(١) سورة المؤمنون، الآيات: ١٠١، ١١١.
(٢) الفتح (١١/ ٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>