وما الهدف من الرحلة والنزهة؟ وما حجم النفقة المبذولة؟ وما هي الفوائد المرجوّة والمخاطر المتوقعة من الرحلة هنا أو هناك؟
وأبادر الإجابة قبل اكتمال الأسئلة الكثيرة فأقول: لابد أن يتذكر المسلم -بادئ ذي بدء- مسئوليته أمام الله عن عمره فيما أفناه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه، وعن علمه ما عمل به، كذلك صح الخبر عن الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.
ولا بد من التذكير بأن المال والسؤدد، والصحة والولد نعمة ومسئولية، فمن رعاها حقَّ رعايتها أفلح وأنجح، ومن أهملها وتخوّض فيها بغير علم وحق ونسي حقَّ الله فيها خاب وخسر، ونسيه الله يوم يلقاه، والجزاء من جنس العمل.
قال عليه الصلاة والسلام:((يُؤتى بالعبد يوم القيامة فيقول له (ربُّه) ألم أجعل لك سمعًا وبصرًا، ومالًا وولدًا، سخرت لك الأنعام والحرث، وتركتك ترأس وتربع، فكنت تظنُّ أنك ملاقيَّ يومك هذا؟ فيقول: لا، فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني)) (١).
يا صاحب الشأن توقف إن كنت عازمًا على شيء يغضب ربَّك، ويا صاحب الأسرة رويدك وسائل نفسك ماذا قدمت لأسرتك من أساليب التربية للخير وطرق الوقاية من الشر .. وليس يخفاك أنك تعيش في عالم تتضارب أمواجه، وكلّ يقدم إليك بضاعته، ومن قديم الزمان يوجد في البضائع ما يشترى بأغلى الأثمان، ومنها ما فيه حتف الإنسان وهلكته ولو عُرض بأبخس الأثمان؟
أيها الآباء والمربون! دوركم كبير ومسئوليتكم عظيمة مع الأبناء، ولئن كانت